د. هبة قطب
أستاذة الصحة الجنسية والاستشارات الزوجية السلام عليكم ... أنا متزوجة من ثلاثة شهور ومشكلتي إن أنا كرهت العلاقة الجنسية مع زوجي لأني لا أشعر بحاجة خلاص، كل ما يطلبني أقول له أي حجة وخلاص وهو عايز يتجوز عليّ بس هو كويس قوي بس العيب فيّ أنا.. احنا جربنا كل حاجة مش نافع.. مع إني مش مختونة وعمري ما وصلت مع زوجي لأي درجة من المتعة، أنا مش عارفة أعمل إيه.. ساعدوني أرجوكم زوجي هيتجوز عليّ.
عزيزتى............
أوجعت قلبي يا عزيزتي بهذه اللهجة الحزينة التي ليست في محلها على الإطلاق في ظل ظروفك هذه، فليس هذا محلها الزمني ولا الوضعي، فهذه الفترة مفترض بها أن تكون أسعد فترات حياتك يا صديقتنا العزيزة، وقد نكأت رسالتك هذه جراحاً كثيرة نبعت وصبت في عدم وجود ما أوصى الله به من مودة ورحمة يجب توافرهما بين الزوجين، أو على أقل تقدير ليس بالقدر الكافي، فأنا حقاً أعجب لموقف هذا الزوج الشاب الذي بدأ حياته الزوجية معك ليس بالحنان والاحتواء اللذين يجبان عليه حيث إنك انتقلت من أحضان والديك وحنانهما إلى بيته الذي يفترض فيه أن يعوضك عن ذلك ويزيدك من العواطف الإيجابية ويغمرك بها. أما الجانب الآخر الذي أود الإشارة إليه هو الانفصال النفسي الذي تسبب فيه زوجك لك في هذه المرحلة المبكرة من زواجكما، فقد ارتاد زوجك مقاعد الفريق الآخر وأخذ على عاتقه إلقاء الاتهام عليك بأنك"لا فائدة منك" ولم يكتف بذلك، ولكنه زاد بتهديدك بالزواج من أخرى بعد 3 أشهر من الزواج!!!! أما الجانب الثالث، وهو صلب الموضوع ذاته فهو أنه كما أعتقد يا عزيزتي يستغل جهلك الجنسي للضغط عليك نفسياً ووضعك دوماً في موضع المتهمة دائماً، وذلك إنما يرضي غروره أو هو إحساس بالنقض بداخله، ولكن لتعلمي يا عروسنا الجميلة أن الاستمتاع لدى المرأة الشريفة التي عفت نفسها وادخرت لزوجها كل ما فيها لا يحدث منذ الفترة الأولى للزواج والتي أنت فيها الآن، ولكنه يحتاج إلى وقت وممارسة متأنية وتعليم لمفردات الممارسة الجنسية من الزوج لزوجته، فلقد أشرناً مراراً وتكراراً في كتابات سابقة أن مسألة الاستمتاع الجنسي وخاصة لدى المرأة ليست تلقائية ولكن تحتاج إلى ما ينبهها ويصبر عليها ويعطيها حقها فيه كما يطلب حقه فيها...
وهذه بالطبع هي وظيفة الزوج الذي أكرمه الله بهذه الزوجةالصالحة الخلوق، ولذلك فمن الأحرى به أن يحافظ عليها بدلاً من إيذاء مشاعرها بهذه الطريقة الفظة، أما إذا كان هو شخصياً لا يعلم أصول الاستمتاع بين الزوجين فليسأل وليستشير ولا يركبه الكبر كما ركبه في معاملته مع زوجته.
