واى فاى

 




كل الشباب والفتيات تحت سن العشرين تقريبا يعرفون (مايلي سايرس) جيدا، أو بالأحرى (هانا مونتانا) بطلة المسلسل الشهير والناجح الذي يحمل نفس الاسم، والتي تبلغ من العمر 18 عاما وتعمل كمغنية وممثلة.
مؤخرا، تعرضت (مايلي سايرس) على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) وكذلك في العناوين الرئيسة لبعض الصحف الكبرى لانتقادات لاذعة وقاسية حول زيادة وزنها في الأشهر الأخيرة.
ولأن مايلي سايرس تعلم جيدا أنها أصبحت فتاة أحلام الكثيرين من الفتيان في مرحلتها السنية، والمثل الذي تحتذي به الفتيات المراهقات في الأناقة والرشاقة والجمال، فقد انزعجت بشدة من هذه الهجمة الشرسة والقاسية عليها، والتي وصفتها بأنها أصبحت "ذات وجه مستدير وممتليء" وأنها "ترتدي الملابس الواسعة مؤخرا لتخفي معالم جسدها وانحناءاته المتزايدة".
وارتأت الفنانة الشابة أنه لابد لها من الرد على كل هذا الهجوم، فأوضحت عبر حسابها الشخصي على موقع تويتر أن هذه الكلمات القاسية التي انهمرت على رأسها عبر وسائل الإعلام لم تؤثر عليها وحدها، بل امتد أثرها لكل من هم في نفس مرحلتها السنية، لأنهم يكونون غاية في الحساسية تجاه أي نقد يوجه لمظهرهم أو شكل أجسادهم، وقالت: "إذا وصفتم فتيات مثلي بأنهن بدينات، فأنتم في الواقع توجهون نفس هذه العبارات القاسية لأشخاص كثيرين أنا واحدة منهم". وأضافت: "انا أحب نفسي وأتقبلها كما هي، لكن يبدو أن الأمر ليس كذلك بالنسبة لكم، فلو كنتم فعلا تحبون أنفسكم، لما جلستم خلف شاشات أجهزة الكمبيوتر الخاصة بكم فقط لتجرحوا الآخرين وتؤلموا مشاعرهم".
أرفقت مايلي سايرس مع هذه الكلمات صورة رائعة للنجمة العالمية الراحلة مارلين مونرو، وعلقت أسفلها قائلة: "هذه السيدة هي الدليل على أن الآلاف من الناس يمكن أن يعشقوا امرأة ليست نحيفة".
وسارعت إحدى صديقات سايرس المقربات - والتي عانت لسنوات طويلة للتخلص من أمراض سوء التغذية- إلى التعليق على ما كتبته الممثلة والمغنية المشهورة، واتفقت معها في كل كلمة كتبتها، وذكرت أنها تحبها وتدعمها وترفض أن يلقبها أحد بـ "البدينة".
كتبت مايلي سايرس أيضا أن شكلها الجديد بعد زيادة وزنها بضعة كيلوجرامات يروق لها أكثر من مظهرها في السابق لأنها أصبحت تبدو الآن كامرأة شابة، وليس مجرد فتاة صغيرة، وأخذت تشجع كل النحيفات اللاتي يخشين من زيادة وزنهن ولو بقدر قليل، وتؤكد لهن أنهن سيصبحن أجمل وسيجذبن انتباه الشباب أينما ذهبوا. وردت على صديقتها التي دعمتها قائلة إنها تراها جميلة وجذابة كما هي.
والسؤال هنا هو لماذا تحرص وسائل الإعلام على تشجيع النحافة الشديدة، وتنتقد المشاهير بقسوة خاصة الشباب والشابات منهم إذا فضلوا في وقت ما أن يعيشوا حياة طبيعية يتناولون فيها الأطعمة التي يشتهونها مثل كل الناس وتمتليء أجسادهم قليلا ليظهروا مثل كل البشر العاديين ممن هم في نفس عمرهم، بعيدا عن المعايير القياسية والقاسية التي يفترض الإعلام أن أجساد المشاهير يجب أن تتحلى بها؟
الحقيقة الواقعة التي توضحها الصور بكل تأكيد هي أن مايلي سايرس حتى بعد أن ازداد وزنها بضعة كيلوجرامات لا يمكن أبدا لمنصف أن يصفها بالبدينة، وأنها مازالت النموذج المثالي في الجمال والأناقة والرشاقة في عين الآلاف من المراهقات، وهذا هو السبب الأول الذي دفعها للدفاع عن شكلها الجديد، وتلفت نظر الإعلام إلى الدور الخطير الذي يلعبه في الصورة التي يكونها المراهقون عن مظهرهم.
الجميل في الأمر هو حقيقة أن سايرس وصديقتها لم تساندا بعضهما وتدعم كل منهما الأخرى فقط أمام تصريحات الصحافة الظالمة والمبالغ فيها، لكنهما بشكل غير مباشر قدمتا الدعم والتشجيع لكل الفتيات المراهقات حتى تزداد ثقتهن في أنفسهن وترتفع درجة تقبلهن لمظهرهن مهما كان بعيدا عن الشكل المثالي الزائف الذي تبرزه وسائل الإعلام المختلفة.


 
Top